إليك
أهديك هذه الصفحات ... الاخيرة
من قلبى
أكتب إليك وانا اشعر انك كنت تقيم داخلى منذ رحيلك اقامه دائمه
فعندما توهمت رحيلك غاب عنى ان ابحث عنك فى قلبي او ربما كنت اخشى ان اجدك مختبئا فيه
هو رجل ثلاثينى هاديء القسمات تخفى ملامحه الكثير من العذوبه والحب , أشد مايميزه ويكاد ينطق فيه .. عينان بلون البحر , احيانا ما ينجح ان يخفى فيهما انفعالاته - خاصة لحظات آلامه – ورغم ذلك الحزن الكامن الا انك تستطيع دوما ان ترى فيهما خفة ظل يتميز بها وبعض من شقاوة الطفولة
كلما تحدثت معه كان يثير فيّ الرغبه فى البكاء , تدمع عيناى وتتحشرج الكلمات بصوتى فلا تخرج ابسطها , وتصيبنى تلك الغصه فى الحلق فأحاول ان اخفى وجهى عنه فأنظر لاى شيء سواه
أتذكرك الان رغم كل الرجال الذين مروا بقلبي بعدك - وكأنهم قبيله - فى محاوله منى ان امحو اثار مرورك بي الا انك انت بقيت ... نعم بقيت انت
كانت قدرته على العطاء والاهتمام بمن حوله تذهلنى .. يستطيع ان يمنحك كل شيء منه حتى تظن انك المحتكر الوحيد لاهتمامه ومشاعره ثم تجد لديه المزيد للاخرين ... وكان لى منه النصيب الاكبر والاجمل , وكانت تلك غلطته الكبرى معى .. منحنى الاكثر دوما حتى مللت
و عند فراقنا لم ينجح اى شيء يمّكنه من الاحتفاظ بي فقط قررت وكأننى ما عرفته وما كان بيننا كل تلك الاحلام .. نسيت كل ذلك بفعل متعمد لمحو ذاكرتى المشتركه معه وتجاهلت كل محاولاته لاستعادتى واكملت دونه
فلم أكن ابدا تلك المرأه التى تقف لحظة حداد تستند فيها على جدار الوحده من اجل رحيل رجل أقصته عن حياتها ,لكنها المره الاولى التى شعرت فيها بفراغ قلبي وباتساع العالم حولى فحينما رحل اخذ الدفء معه
و الان علمت سر بكائي الصامت , فربما كنت اؤجل دموعى لاجل مسمى وكأننى كنت اشعر بشكل ما انه وجعى القادم .. الدائم
لماذا تركت لى كل تلك الذكريات .. ألتغتالنى بعد رحيلك !!!؟
أهدانى ماحلمت ان يهدينى رجل .. ورده حمراء , لوحه رسمها من اجلى .. وديوانه الاول .. والاخير
اهدانى قلبه الدافيء وكل مساحاته الداخليه
انتظرنى ذات مطر مبتل الاطراف حين فاجئته يدعو الله ان اظل حبيبته طوال العمر
واهديته انا ... وجع مؤلم حد الموت به
هاأنا اتذكره الان رغم ذلك الرجل الذى يشاركنى نصف حياتى ونصف كل شيء رغم ذلك الطفل الذى ينمو باحشائي ويشاركنى نصف جسدى
ما كنت اعلم ان قلبي سيعترف بك ... بعد موتك
.....