منذ متابعتى لأفلام الرعب ( من وانا 5 سنين تقريبا ) و أنا شغوفه بهذا النوع من الافلام ولا أعلم هل هى عادة أكسبنى أياها أبي و أمى ام أنها " ميولى الشريرة " و " شخصية المجرم الكامن بأعماقى "
والمتابع لأفلام الرعب يلاحظ النهايات المفتوحة لغالبية تلك النوعيه من الأفلام فهمناك دائما كائن " ما " شرير يعود فى الاجزاء المقبله
يتميز بالطبع بتكوينه " السوبر " ويجب ان نعلم عنه عدة اشياء بديهيه
لا يموت
لايقهر
ان حدث ومات يعود ايضا فى الاجزاء المقبلة
لا تسأل عن أى شيء منطقى لما حدث ويحدث
أفعاله غير مبررة ممكن يطلع من الشاشة بهدف قتلك انت شخصيا لأضافه الأثارة على احداث القصة
اشخاص اعرفهم منذ طفولتى فريدى مايكل مايرز و جايسون وغيرهم انتهاء بـ جيكسو من فيلم " سو " وكثيرا ما تسائلت عن سر ذلك الشغف بتلك النوعية من الافلام
الذى لا اعتقد مطلقا انه المرض النفسي كما قرأت فى احدى المقالات لكنها الاثارة فى متابعة الضحيه او القاتل "حسب نوع مرضك النفسي بقي " محاولة انقاذها ومساعدتها على النجاة او الانتقام منها ان شئت ذلك
ورغم ما قرأته من تحليل نفسي عن ان محبي أفلام الرعب يتميزون بشيء من الماسوشية = أى حب تعذيب الذات الا اننى وجدت ان الاقرب هو حب المغامرة والأثارة أثناء متابعة أحداث الفيلم
وهو ما جعلنى أقارن بين محبي تلك الافلام و كارهيها وعادة مايكون السبب هو الخوف
أذن ... ماهو الخوف ؟؟ ولماذا نخاف ؟؟؟
أنواع الخوف كثيرة لكن معظمها يكمن سببه فى اننا نخشي المجهول = الجهل بالاشياء وهو ما يمكننا تقليص اسبابه بكثرة المعرفه و السبب الثانى هو اننا نخشي الألم
ويمكن قياس تلك الفكرة على معظم ما تخشاه بحياتك .. فحتى تلك الاشياء المرتبطه بخبراتنا وتجاربنا والتى تصل الى مراحل مبكره من العمر قد لاندركها بشكل مباشر فعند تحليلها نصل لتلك الاسباب
مرورا من الشيء الذى لا نعرف ماذا سيكون وماذا سنواجهه اما بشكل مادى ملموس او حتى بتوهم ذلك
وخروجا للمعنى الاوسع للخوف كأن نخشي فقدان عزيز لدينا فنحن قى الغالب نقاوم فكرة الألم النفسي والفراغ الذى سيتركه ذلك الشخص بحياتنا عند رحيله وأيضا فكرة المجهول : أى كيف ستكون حياتنا دونه ؟؟؟
وهناك الخوف من الله .. الذى اراه ذلك النوع المستحب من الخوف الذى يعين على الدنيا وينفع بالآخره .. ويتميز الخوف من الله انه ذلك الخوف المخلوط بالحب فنحن ليس لنا سوى الله جل وعلا ، نطيعه محبة له وخوفا من غضبه وعقابه
فالنفس البشرية قد جبلت ان تخشي شيء- كالعقاب البدنى او النفسي - ليساعدها على مقاومة هوي النفس
وهناك نوع آخر من الخوف وهو الخوف السلبي كأن نخشي تغيير عاداتنا السيئة لمجرد اننا نخاف التغيير فلانعلم كيف سنكون غدا او الخوف من الاقدام على خطوة ما او قرار ما يحدد مستقبلنا ويدفعنا الخوف لاتخاذ قرار سلبي بعدم اتخاذ اى قرار
هناك جملة سمعتها فى فيلم أجنبي تصف الشجاع بأنه ليس ذلك الشخص الذى لا يخاف ولكنه الشخص الذى يستطيع كبح جماح خوفه ... والجملة واقعية الى حد كبير فمن منا لايخاف او يخشي شيء لكنهم ليسوا كثيرون القادرين على كبح جماح خوفهم ومواجهة ما يخشون
ومن رحمة خالقنا بنا اننا لانعلم شيء عن الغيب ، فالمستقبل بيد الله وحده والخوف منه لن يغير من الامر شيء