" الاهداء :
له " هو " حبيبي
فأنا احب ، ولا اعلم ان كان
اعترافى هذا يليق هنا ... لكنى يقينا اعلم انه يليق بي وبه ايضا .... "
تركت القلم فالضجيج من حولها جعلها غير قادرة على
التركيز لاستكمال كلماتها التى تكتبها له ، احبته بجنون لا يطابق شيء ، ذلك الجموح
الذى يغمر روحها الممتلئه به من بدايه العمر ، وظهوره بحياتها كشف فقط عن وجوده
الكامن فيها وكأنها خلقت له.. فى ضعفها يكون هو قوتها ، تمحى به ألمها فيصبح
سعادتها ... تغمض عيناها من التعب وتستكمل تفاصيل حلمها به
فى
الحب لايوجد فائز وخاسر
للحب
منطق لا يشبه المنطق
له
قواعـــــــــــده الخــــاصة
ولكل
قصه منطق وتفاصيل
لاتشــــــــــبه
غــــــــــيرها
فتحت عيناها فوجدت الرجل العجوز فى الكرسي
المجاور لها يحاول جاهدا ضبط الراديو بعد ان تلاشي صوت المذيع ، تتأمل ملامحه
، الخطوط التى رسمها الزمن على وجهه ، تفاصيله التى تخبرك انك امام رجل وسيم ، تطيل
النظر له وهى تشعر بشيء مألوف فيه وكأنها رأته من قبل لاتعلم اين .. او ربما يشبه شخص
تعرفه او يشبهه هو .. تبتسم للفكرة ، ترى ملامحه فى كل البشر حولها فهذا يشبه لون
بشرته وذاك عيناه وبالنهاية هى مقتنعه تمام الاقتناع ان لا احد يشبهه فهو الرجل الاجمل ،
الاوسم ، الاروع والاعمق ، المطبوعة ملامحة بروحها حتى من قبل لقائها به
وحين
تحب ستكتشف أخر داخلك
شخص
أجمل سيخرج من اعماقك
لا
يستطيع استـــــــــخراجه سوى
شخص
واحــــــــــــــــــد فقـــــط
هو
من يملك الشفرة وكلمة الـــــسر
يملك
جزء روحك ... فتكتــــمل به
يغلق الرجل العجوز الراديو فى ملل ، يبحث فى
حقيبته عن شيء يقتل به الوقت المتبقي لوصول القطار ، هى تستخرج الورق لاستكمال
ما كانت تكتب ثم تعزف عنه بسبب الضوضاء حولها ، تستخرج كارت صغير عليه الكثير من
القلوب الملونة ، تكتب عليه بحب
"
العالم كله – معى – يحتفل
بيوم
ميلادك
وانا
احتفل بميلادى
ميلاد
قلبي انا
أحبـــــــــــــــــــــــــــــــك
"
ميـــــــــم
تضعه فى الظرف الصغير وتعلقه وكأنها تغلق قلبها
عليه ، تشعر بحساسية مفرطة تجاه كل ما يخصه او ينتمى له بصلة حتى اصبحت تشعر بذات
الشيء تجاه ذاتها وهى التى تخصه بشكل مبالغ فيه ، تفكر فى خيوط القدر التى غزلت
قصتها معه ولقائها به شعرت وكأنها تعرفه من قبل ان تخلق الارض وتوجد هى عليها
وحتما لم تكن ماهى عليه الان دون وجوده دون ان يمر بها فيعبر كل الحواجز والقيود
التى حاصرت بها قلبها منذ كانت طفلة ... حبها له جعلها تتجاوز كل المخاوف ،
الهواجس والقلق ولا تعلم كيف حدث هذا لكن الامر سيتعلق فى هذه الحالة بشيء اكبر من
اختياراتنا بالحياة ، وهل نختار من نحب ؟
توقفت عيناها فى لحظة عند يد الرجل الجالس جوارها
ذاك الخط يشبه خطها .. حتى الامضاء عقدت الدهشه لسانها وتوقف عقلها عن التفكير
لدقائق ، رأت فى يده كارت يشبه الذى كتبته منذ قليل عليه ذات الكلمات الا انه يبدو
عليه القدم بشكل ملحوظ مازالت لا تفهم ما يحدث حولها مر بخاطرها الكثير من الافكار
التى ارتعدت لها أنعقد لسانها حاولت ان تتحدث معه الا ان صوتها خانها ولم يخرج
من حلقها ، اغمضت عيناها لبرهه ولا تعلم كم مر من الوقت لكنها حتما تدرك كم
الافكار التى مرت بها .. هل يمكن ان يحدث هذا ؟ هل عبرت بها مشاعرها الفياضة تجاهه ذلك الحيز
الفاصل بين عالمين ؟ هل كسرت حاجز الزمن وانه هو يجلس بجوارها بعد عقود اخرى تالية .. نعم هو ، ملامح كهولته تتطابق معه بشكل اثار شكوكها فى حواسها ، وان كان
" هو " .. اذن فأين " هى " .. اليس من المفترض ان تكون معه
الان ، بجواره ... كان ينظر للكارت بحنين جارف تنطق به عيناه ، هى تعلم جيدا انها
لا يمكن ان ترحل عن حياته والاقرب لتصورها دائما ان افتراض عدم وجودها معه هو ذات
افتراض عدم وجودها على قيد الحياة
استعادت بعض جأشها وافاقت قليلا من افكارها فتحت عيناها ونظرت
للمقعد المجاور ... وجدته فارغ ، والقطار كاد ان يخلو من معظم ركابه بعد ان وصل
محطته الاخيرة ، لملمت اوراقها وهى تتلفت حولها لعلها تراه ، اسرعت بالنزول من
العربة تنظر فى كل الوجوه حولها ولاتجده ، تلاشي ... وكأنه خرج من خيالها ثم تبخر
فى لحظات
فى غمرة انشغالها بالبحث عنه رأت حبيبها مقبلا
ناحيتها ، ابتسمت له وهى شاردة بأفكارها عنه وفيه ... تنظر له وعلامات الاستفهام
الكثيرة تملأ عيناها .. هل اصدق انك كنت جوارى منذ لحظات ، اننى كنت ادقق بالغضون
التى ستملأ وجهك بعد عقود من الزمن .. كم من العمر سيمر عليك دون وجودى ،
فزعت من الفكرة ، ان ترحل عن الحياة فيصبح بدونها .. كأنه طفلها الوحيد الذى تخشي
فعل الحياة به ، وهى بعيدة عنه ، هل منحته الحب الكافى لوقت الرحيل هل منحته ولو
جزء مما يستحقه ... وهل سيمهلها الوقت الفرصة لذلك ؟
ركبت معه سيارة الاجرة واستعادت خلال الطريق
هدوئها ، اقنعت نفسها ان ماحدث لها نتيجة الارهاق ليس اكثر وانها توهمت الامر من
بدايته .. فهى تحبه حد الانشغال به فى احلامها ، استراحت لهذا التفسير المنطقى و
تنفست بعمق وارتياح ،نظرت من النافذة تراقب الحركة المرورية الخانقة حتى تنبهت للصوت
المميز للمذيع بعد ان رفع السائق صوت الراديو
محاولا كسر حالة الانتظار والازدحام حولهم
وبالنهاية
... فى الحب
نحيا
بقدر ما أحببنا
وبقدر
الصدق فى اعماقنا
فكم
من اموات يتحركون حولنا
وأخرين
رحلوا عن الحياة
احياء
بقلوبنا
-
تــمـــت -
3 comments:
رائعة جدااا
دمعت بجد
خيالك جميل فعلا
و المعنى أكثر من رائع
ترى أين سنكون من الذين نعشقهم بعد سنوات
ترى كيف تفعل بنا هذه السنوات ان لم تكن بهم ومعهم
ترى من يستطيع تصور لحظة النهاية وهو في أوج التماهي مع المعشوق
..
حكايتك ﻻمست روحي بمهارة وحيرة
شششش..مش عايزة دوشة
انتِ اللى جميلة
بيسعدنى جدا زيارتك
دمتِ بكل الخير
dr.Roufy
وحده الله من يعلم اين سنكون بعد سنوات ولكننا ايضا من نختار بين كافة المسارات المختلفة
سعدت بمرورك
Post a Comment