"
شيء "
ان تكتب عن الخواء حقا شيء صعب فالكلمة مليئة بفراغات لن تستطيع كلمات
الارض ان تملؤها .... لكن ، يمكنك ان تكتب
عنك او عنهم ان تملأ فراغات حياتهم وان تمد كلماتك تربت بها على قلوبهم ... هم
يستحقون ذلك .. وانت ايضا
" 1"
" هى " مرت من هنا ولم ترى احد
لم ترد ان ترى احد
ولم ترى
بعد ان كف الاخرون ان يروها
" 2 "
- ان كنت شيء ، ماذا تتمنى ان تكون ؟
سألته بفضول حبيب ينتظر اجابة
واحدة
رد ببرود لا يعرف الرحمة
- ان اكون ظلها على الارض
فبهتت
" 3 "
يفتح الباب بتوتر
رائحة الاتربة تملأ انفة كما تمليء المكان
يعبر من المساحة الضيقة التى سمح الباب بها
فى لحظة توقف الزمن
كما توقف قلبه
وكأنة ماجاء الا ليعبر بروحة العالقة هنا
ذاك الباب من الحياة
" 4 "
صوت تساقط المطر بالخارج يزيد من كآبة المكان ، خطوط الهاتف المقطوعة
تعزلها عن العالم ، وليل طويل وشتاء لا ينتهى يفصلها عن الشمس
" ستحبين المكان "
" ستحبين المكان "
"
ستعتادين عليه "
" لانه الافضل لكِ "
صدى كلماتهم تتردد فى اذنها
، تؤنس وحدتها فى ليلتها الاولى بدار
المسنين
" 5 "
فى غرفة بيضاء ، جسدها ممدد على سرير ابيض ، لاتستطيع الحركة ولاتريد ذلك ،
تتحسس انتفاخ بطنها و عيناها تسأل فى رجاء ... فيؤكد لها ما لا تريد ان تعرف
بعد عشر سنوات من الانتظار اخبرها الطبيب ان الطفل مات قبل ان تراه
يخبرها انه رحل ... وانظفأ معه بريق الامل للابد
لم تبكى ... ربما هنالك جزء فى اعماقها كان يعلم ان كلامه ليس صحيحا وانها
سترزق بغيره بعد خمس سنوات
" 6 "
ارتدت فستانها المفضل ، ذاك الفستان تحديدا هو من اختاره لها ، تضع الكثير
من العطر ، تتزين بمبالغة فالليلة صاخبة جدا
تترك شعرها حرا منسدلا على ظهرها وتلقى نظرة اخيرة على المرآة نظرة فاحصة
فتنفجر فى بكاء هيستيرى ، تلملم الوجع بسرعة من اعتاد على هذا وتتذكر انه يوم
الخلاص فاليوم ستنهى وجعها المر به وستتزوج من آخر انتظرها اكثر مما خذلته وأحبها
اكثر مما كرهته
" 7 "
قالت فى صوت مخنوق
- واخبرنا الطبيب انها ......... تجهش ببكاء هيستيرى
تسقط السماعة من يده يذهب لغرفة
المكتب اخرج مسدسه وافرغ منه طلقة واحدة على رأسة وعلى كل الافكار التى لن يستطع
ان يتعايش معها بعد رحيل ابنته خاصة اذا كان هو سبب ماحدث اذن ليخلص نفسه ويلحق
بها ، تلوث وجهه واذنه بالدماء قبل ان يسمع بقية المكالمة
- واخبرنا الطبيب انها ............ " تجهش ببكاء هيستيرى " ستحتاج
لفترة طويلة من العلاج كى تتعافى
- صمت ............
- الو اين ذهبت الن تأتى لتراها ... هى تسأل عنك منذ الصباح
- صمت ... ثم صوت اطلاق رصاص .... ثم مــــــوت .
" لا
شيء "
وبعد ان تكتب واثناء حدث الكتابة ستشم رائحة الالم وانت تكتب عنه ، هى
رائحة لا تشبه غيره تماما كرائحة احتراق الروح او انكسارها ... وقد تتكشف بصيرتك
وترى تلك النقاط الصغيرة التى بلا لون وهى تسقط منها اثناء الجرح او الانكسار او
التهشم الكامل
وقد تكتــــــب وتقـــــــــــرأ
ولا تشعر ولاترى ..... الا نفسك
تماما ستفعل مثلما .... فعل غيرك
- تــــمـــت -